الكاتبة / أ.ليلى محمد عسيري
في تهامة عسير، يصبح الشتاء أكثر دفئًا مع تجربة «صحن السعادة» الذي يقدمه أصحاب المنادي المحليون. هذا الصحن ليس مجرد وجبة، بل تحفة من المذاق والضيافة، يجمع بين الحنيذ المطهو ببطء في حفرة تقليدية، والإيدامات المتنوعة، والحلبة، والرز، والخبز المحلي مثل الخمير وقرصان الدقيق، ليقدّم للزائر تجربة غذائية متكاملة تعكس التراث العسيري وروح الكرم.
يشكل صحن السعادة محور جذب رئيسيًا للزوار الذين يقصدون المنادي خصيصًا لشراء هذا الصحن، لما يحمله من نكهة أصيلة ودفء شعوري. أصحاب المنادي يحرصون على تقديم الصحن بأسلوب يليق بالضيف، مع الحرص على الجودة والتنوع في المكونات، وهو ما يجعل تجربة الطعام أكثر من مجرد وجبة؛ إنها لقاء مع التراث المحلي، وتجربة اجتماعية متكاملة بين الزائرين وأهالي المنطقة.
يُعد صحن السعادة مثالًا حيًا على كيفية تحويل الطعام إلى جسر ثقافي، يجمع بين الماضي والحاضر، بين الضيافة والتقاليد، وبين الزائر والمنطقة التي تحمل عبق التاريخ وروح الشتاء العسيري. لكل من يزور تهامة في الشتاء، فإن تجربة هذا الصحن تعد محطة لا يمكن تفويتها، حيث الدفء والذوق الأصيل والروائح التي تملأ المكان تشكل ذكرى لا تُنسى



