اعضاء الناديالمقالات

الخاطرة الرابعة عشر من خواطر البروفيسور أبو عرّاد

كتبها مشكوراً مأجوراً :

أ.د صالح بن علي أبو عرّاد

يُرشِد الهدي النبوي الكريم إلى ما تفضل به اللّٰه جلّ جلالُه على عباده من التيسير والتجاوز والعفو في بعض المواضِع، ومنها ما صحْ عن أبي هريرة (رضي اللّٰه عنه) عن النبي (صلى اللّٰه عليه وسلم)

أنه قال: “إنَّ اللَهَ عَزَّ وَجَلَ تَجَاوَزَ لِأَمَتي عَمّا حَدَّثَتْ بهِ أَنْفُسَهَا، ما لَمْ تَعْمَلْ، أَوْ تَكَلَّمْ بهِ” (رواه مسلم).

أما أبرز الملامح التربوية في هذا الهدي النبوي المبارك فمنها ما يأتي:

= الإرشاد النبوي إلى أحد مَظاهر رَحمة اللّٰهِ تعالى بهذه الأمَّةِ حيث عاملهم بالعفو والغُفران والتجاوز عن الأفكار والهواجس التي تطرأ على النفس، فيُحدِّث الإنسان بها نفسه، وتمرُ على خاطِره ولكنه لا يُحققها.

= أن من سعة فضل اللّٰه وإحسانه إلى عباده المؤمنين أنهم لا يؤاخذُون بما تُحدثهم به نفوسهم من الشرور، وأن اللّٰه سبحانه يتجاوز عن ذلك ما لم يستقر ذلك في نفوسهم فيعملوا أو يتكلموا به، وفي هذا لُطفٌ وتيسيرٌ وتخفيف منه سبحانه على عباده.

= أن حديث النفس نوعٌ من الوسوسة التي تخطُر على القلب بغير اختيار الإنسان، وأن من فضل اللّٰه ورحمته أن تجاوز عن ذلك ما لم يعمل الإنسان أو يتكلم به؛ فعن أبي هريرة أن الرسول (صلى اللّٰه عليه وسلم) قال: “إنَّ اللَهَ تَجَاوَزَ لي عن أَمَّتي ما وسْوَسَتْ به صُدُورُهَا، ما لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّمْ” (رواه البُخاري).

= الإشارة إلى عظيم قدر أمة محمد (صلى اللّٰه عليه وسلم)، إذ إن اللّٰه اختصها بعدم المؤاخذة بحديث لنفس بخلاف الأمم السابقة، قال ابن حجر (رحمه اللٰه): “إن في الحديث إشارة إلى عظيم قدر الأمة المحمدية لأجل نبيها (صلى اللّٰه عليه وسلم) لقوله: “تَجَاوَزَ لامَّتي”، ومنه إشعار باختصاصها بذلك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى