كتبها مشكوراً مأجوراً :
أ.د صالح بن علي أبو عرّاد
جاء الهدي النبوي بالحث والتشجيع على تفريح الكُرَب عن المكروبين، وتيسير الأمور على من تعسّرت أحوالهم وظروفهم، وبيّنَ ما في ذلك الأمر من الأجْرَ العظيمَ؛ فعن أبي هريرة (رضي اللّٰه عنه) عن النبي (صلى اللّٰه عليه وسلم) أنه قال: “من أنظر مُعسرًا أو وَضع له، أظلَّه اللهُ يومَ القيامةِ تحتَ ظلِّ عرشهِ، يومَ لا ظلَّ إلا ظلّه”(رواه الترمذي). وفي روايةٍ أَخرى عن أبي قتادة (رضي اللّٰه عنه) أنه قال:
سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ (صَلَّى اللَهُ عليه وسلَّمَ) يقولُ: “مَن سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَهُ مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عن مُعْسِرٍ، أَوْ يَضَّعْ عنْه” (رواه مسلم). أما أبرز الملامح التربوية في هذا الهدي الكريم فمنها:
= تربية المجتمع المسلم على مبدأ تربوي اجتماعي يقوم على فضل التعامُل بمبدأ التيسير على عباد اللّٰه تعالى، والعمل على تفريج كروبهم،وأن ذلك من الأسباب المُنجِيَة من أهوال يوم القيامة.
= تربية المسلم على استحباب إنظار المُعسرين، والتيسير عليهم، واللُطف في التعامل معهم لأن ذلك مِمَا يُحبهُ اللّٰه سبحانه ويُثيب عليه بالأجرالعظيم، ثم لأن ذلك الإنظار والتأجيل بمثابة الصدقة الجارية؛ فعن بُريدة الأسلمي أن النبي (صلى اللّٰه عليه وسلم) قال: “من أنظرَ مُعسِرًاكانَ لَهُ بِكُلِّ يومٍ صدقةٌ، ومن أنظرَه بعدَ حِلّهِ كانَ لَهُ مثلُه في كُلِّ يومِ صدقةُ’ (رواه ابن ماجة).
= أن حكمة اللّٰه تعالى اقتضت أن يكون الجزاء من جنس العمل، فمن يَسرَ على إخوانه المُسلمين يُسِرَ عليه، ومن فَرَجَ عنهم فُرِجَ عنهُ، ومنأحسَنَ إليهم أحسَن اللّٰه إليه. قال الشاعر:
كُن مُحسناً فيما بقي فلرُبما …….. تجزى عن الإحسان بالإحسان.




