الكاتب أ.صالح الرّيمي
كتبت الدكتورة اليمنية سهام المؤيد في صفحتها عن وعي صاحب باص بسيط، انقلها لكم بتصرف: تقول:
بالأمس ركبت مع باص الدائري – الصافية .. واتفاجئت أن صاحب الباص كل ماطلع طالب بالزي المدرس يرفض أن يأخذ منه الحساب عندما ينزل، سألته لماذا لا تحاسبهم؟ قال بكل جديه وهو مشغول بالقيادة: أنا أعمل جهدي، وبلادنا محتاجة إلى متعلمين ينتشلوها مما نحن فيه من جهل ..
واستمر بانشغاله وأنا أنشغلت اصارع دمعتي بصمت، واستصغرت نفسي أمام كلمته، “كل واحد بيعمل جهده”، فلم يفرق سائق الباص بين الطلاب وانتمائتهم أو انتماء اسرهم، فالجميع يعيش في اليمن ويعمل من أجل اليمن، وعنده ثقه كاملة أن من سينهض وينتشل اليمن من القاع هم المتعلمون.
فهل سيصدق ظنه أم سيخيب؟؟
وكم له من أجر بفعله هذا ومساهمته في بناء التنمية البشرية لليمن، ورحم الله من قال: (بناء العقول قبل بناء الفصول)، العلم والوعي هما السبيل الوحيد لإخراج الناس من الجهل والتعصب والتبعية السياسية التي غرست في أذهانهم وأضاعت حاضرهم ومستقبلهم كانت ومازالت بشكل أكبر وأخطر ..
فالمجتمع المتعصب المتخلف الجاهل تضر به الإنتماءات الحزبية والمذهبية أكثر من نفعها بأضعاف لأنه بكل بساطة يعظمها وكأنها أديان ويعتقد ذلك ولا يميز بين مصلحة البلاد ومصلحة الجماعات والأحزاب والفقر والحاجة تساعد بشكل أكبر على جعلهم أتباع عميان.
لاتزال اليمن في خير مادام فيها من امثال هذا السائق البسيط، وبهذه الثقة اللامحدودة بأن من سينهض باليمن هم المتعلمون، ما أعظم هذا الوعي! وما أعظمك أيها السائق المجهول لنا، وصحيح أن لا تملك مالًا كثيرًا، لكنك امتلكت قلبًا كبيرًا !!
في زمنٍ ضاق فيه العيش، وما زال هناك من يؤمن أن التعليم هو طريق النور، وأن الوطن يُبنى بالعقول لا بالجهل.
*ترويقة:*
تحية لكل من يعمل بصمت من أجل غدٍ أفضل، فبهؤلاء يُرجى لليمن النهوض، فاليمن اليوم لا تحتاج إلى أصحاب الشعارات الزائفه، بل تحتاج إلى قلوب صادقة تؤمن أن التعليم هو الطريق، وأن اليد التي تربي وتعلم وتدعم، هي التي ستبني الوطن فعلًا.
*ومضة:*
سائق بسيط، لكنه بفطرته فهم معنى البناء الحقيقي للوطن، ولم ينتظر راتبًا ولا مكافأة، لكنه قدم درسًا عمليًا في الوطنية والانتماء والإيمان بالمستقبل القادم.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*




