✍🏻الكاتبة : أعائشة محمد البلرقي
في الثالث من ديسمبر من كل عام، يتوقف العالم لحظةً ليتأمل قيمة الإنسان بعيداً عن أي قيود، ويحتفي بقوة الأشخاص ذوي الإعاقة، وبالقصص التي خطّوها بإصرار يفوق التوقعات. اليوم العالمي للإعاقة ليس مجرد مناسبة، بل رسالة عالمية تقول إن الاختلاف جزء من جمال الحياة، وإن تنوع القدرات هو ما يمنح المجتمعات قوتها وعمقها.
هذا اليوم يسلّط الضوء على حقوقٍ يجب ألا تكون اختيارية، مثل الحق في التعليم المهيّأ، والعمل الكريم، والرعاية الصحية الشاملة، وفرص المشاركة بلا عوائق. وهو دعوة صادقة للانتقال من التعاطف إلى الفعل، ومن الشفقة إلى التمكين، ومن رؤية الإعاقة كعبء إلى اعتبارها جزءًا من طبيعة الإنسان.
يذكّرنا اليوم العالمي للإعاقة بأن الأشخاص ذوي الإعاقة ليسوا بحاجة لامتيازات، بل لبيئة عادلة تُزيل الحواجز، وتفتح أبواباً، وتؤمن بأن الفرد قادر إذا مُنح فرصة صادقة. يكفينا أن نتوقف ونرى: فكم من موهبة طُمست خلف درج غير مهيأ، وكم من حلم تعثّر بسبب باب لم يُفتح، وكم من إمكانات عظيمة لم تجد منصة تنطلق منها.
إن الاحتفاء الحقيقي بهذا اليوم يتمثل في بناء مجتمع يضع الوصولية في قلب خدماته، ويُصغي للتجارب الحقيقية، ويؤمن بأن الشمول ليس مشروعاً لفئة، بل ربح للمجتمع كله. فحين تُتاح الفرص للجميع، تزدهر المجتمعات، وتتسع دائرة الإبداع، ويكبر الوطن بكل أبنائه.
اليوم العالمي للإعاقة هو تذكير بأن الإنسانية لا تُقاس بقدرة الجسد، بل بقوة الروح، وبالاحترام الذي نمنحه لكل فرد. وهو وعدٌ بأن المستقبل سيكون أكثر رحابة، وأكثر قدرة على احتواء التنوع الذي يجعل العالم اكثر اكتمالاً وجمالاً.



