عن المجاردة التي أعرفها ولا أعرفها ..

-وإن كنت ابنها والباحث الجيد عن اعلامها وقاريء الفصول في ملامح الأرض إلّا أنني لازلت أبحث عنها
-فاتنة تهب الشتاء رداء الدفء وتأخذ من حديثها مذاق العسل ، وفي ثيابها رائحة عتيقة كانت تعرف أجدادي
-المجاردة التي كانت يسيرةً لقوافل التاريخ في عسير الأزمنة وغابرها وباتت اليوم مصيفاً على قارعة الأمل ومشتى يتأمّل ويستحق أكثر مما أُعطي له .
-حين أبحث عنها في ذاكرتي فأنا أعرف عنها مايعرفه عمري مني لا أكثر وماتختزله ذاكرتي من أحاديث البياض ، بياض الرؤوس التي كان يجمعها المساء على ميسور يتوسط (قعاداتهم ) بعد رحلة البحث عن الحياة لهم ولأنعامهم.
-ربما بقيتُ حبيس ماأعرف حتى التقيت كتاباً ودراسة للأستاذين بلقاسم محمد ربيع والأستاذ حسن فيصل الشهري ، حيث جاء الكتاب الأول لأستاذي بلقاسم ليتحدّث بشكل موجز وجميل عن أهم المعالم التاريخيّة والسياحية في المحافظة ، وجاء البحث الذي نشر عن أ. فيصل في كتاب (بلاد بني شهر وبني عمرو خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر ) عن مطابع الحميضي ، ليتحدّث فيه عن بعض من أسواق المجاردة في تهامة بني شهر ) وتطرّق فيه لأربعة أسواق بدءاً من رحلة الوصول إليها ومجمعاتها ومراكزها والعملات فيها ودورها التجاري والثقافي وانعكاس ذلك على هوية مرتاديها .
-وإنّي هنا وأنا أذكر هذا فإنّني أقول لهما ولمن سعى في توثيق مايمكن عن المحافظة : بوركت جهودكم وكتب الله لكم الأجر ، لكن الأرض الممتدة والطبيعة البكر وتاريخ الإنسان في محيطها يستحق البحث والتعمق أكثر .
-أقول هذا وأنا أدرك حجم التغيير الذي مرّت به المجاردة خلال السنوات الماضية لكن من يهتمّ سيسأل عن تاريخ الأرض ، وربما يقيّض الله لها باحثاً ينبري لتلك المهمة رغم شحّ الموارد نظراً لعدم التدوين والتوثيق حتى وقت قريب .
-هذا الهمّ الذي يؤرق كل محب لهذه الأرض يقابله هدوء مستغرب وربما عدم اكتراث من أصحاب الإختصاص في التقصّي والبحث والتاريخ التي لو اهتمّ لها المشائخ والاعيان لتمّ حلّها بعد تقريب وجهات النظر في حكاية (مركزنا وبس ) واختيار أصحاب المعرفة والعلاقات لفتح السجلات وتنقيب الحكايات وتوثيق التاريخ بطريقة تليق بالمجاردة .

أخيراً :
ابحثوا في محيطكم عن مايثري ، تجاوزوا كل شيء لأجل المجاردة .