في زمن كثرت فيه الضوضاء، لم يعد النجاح حكراً على المتميزين، بل على أولئك الذين يحسنون الصمت حتى يحين موعد الحديث الكبير. الطامحون الحقيقيون لا يكشفون أوراقهم مبكرًا، ولا يضيّعون طاقاتهم في شرح أحلامهم للآخرين، بل يجعلون كل خطوة تروي الحكاية من تلقاء نفسها.
من يريد القمة فعلاً، عليه أن يدرك أن الطريق إليها ليس نزهة، بل صعودٌ شاق لا يحتمل التشتت ولا الوقوف لشرح النوايا. فالضوء لا يحتاج أن يصرخ ليُرى، وكذلك الطموح إذا كان صادقًا، سيصل، مهما تأخرت لحظات الإعلان عنه.
في كل مجال، من السياسة إلى التنمية، ومن التعليم إلى ريادة الأعمال، نجد أولئك الذين يعملون بصمت، يتحركون بحذر، يصيغون مستقبلهم في الظل، ثم يظهرون في الوقت المناسب وهم على القمة، لا يُسألون “أين كنتم؟” بل يُقال عنهم “كيف وصلوا؟”.
الحديث المبكر عن الطموح قد يستنزفك، وقد يمنح خصومك فرصة لإفساده. لذا، من الحكمة أن تحتفظ بأسرار صعودك، وتدع إنجازك يتكلم حين تصل