كتبه مشكوراً مأجوراً
أ.د صالح بن علي أبو عرّاد
جاء الهدي النبوي الشريف بالإخبار أن اللّٰه سبحانه قد فضَّلَ بحِكمتِه بعضَ العِباداتِ على البعض الآخر، وما ذلك إلاّ لِما تمتازُ به تلك العبادات من مِيزاتٍ تجعلُها (بإذن اللّٰه تعالى) سَببًا لدُخولِ الجنَّةِ. فقد صحَّ عن أبي موسى الأشعري أنَّ رَسولَ اللّٰه (صَلَّى اللهُ عليه وسلّمَ) قَالَ: “مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجنَّةَ” (رواه البخاري). ويأتي من أهم الملامح التربوية في هذا الهدي النبوي الكريم:
= الحرص النبوي على إخبار الأمة بفضل صلاتي (الفجر، والعصر) لأنهما تأتيان طرفي النهار، وهذا يعطيهما خُصوصيةً عظيمة وأجرٌ كبير فعن عمارة بن رويبة أنه قال: سمعتُ رسول اللّٰه (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)، يقول: “لن يلج النار أحدٌ صلى قبل طلوع الشمسِ وقبل غُروبِها” (رواه مسلم).
= أن في المحافظة على أداء (صلاة البَرْدَيْنِ)، وهما: صلاة الفجر، وصلاة العصر، وإقامتهما في وقتهما من أسباب دخول الجنة؛ وما ذلك إلاّ لأن وقت أدائهما يكون فيه بعض المشقة فوقت الفجر أبردُ ما يكون من الليل، ووقت العصر أبردُ ما يكون من النهار كما قال بعض أهل العلم.
= تربية المسلم على أن عِظَم أجرِ العِبادةِ يكون عند المحافظة على أدائها وقْتَ التَّشاغُلِ والغَفلةِ.
= أن وقت أداء هاتين الصلاتين في طرفي النهار وقتٌ مُباركٌ وعظيم؛ إذ إنه وقت اجتماع الملائكة فيهما لرفع أعمال العباد، وقد أرشد الهدي النبوي لاستثماره والمحافظة عليه لِما صحَّ أن النبي (صلى اللّٰه عليه وسلم) قال: “فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لَا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثَمَّ قَرَأ: (وَسَبَّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الغُرُوبِ)” (رواه البخاري).




جزاك الله خيرا شيخنا اباعراد ..