كتبها مشكوراً مأجوراً :
أ.د صالح بن علي أبو عرّاد
حثنا الهدي النبوي المبارك على الاجتهاد والحرص قدر المُستطاع على استقبال القبلة عند أداء الصلاة كشرط لصحتها، ويرى جمهور العلماء أن الواجب على من كان بعيداً عن الكعبة أن يستقبل جهتها؛ فعن أبي هريرة (رضي اللٰه عنه)، أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: “ما بينَالمشرقِ والمغربِ قِبلةٌ” (أخرجه الترمذي). ومن أبرز الملامح التربوية في هذا الهدي النبوي ما يأتي:
= تربية المجتمع المسلم على أهمية تحري الجهة التي فيها القبلة عند أداء الصلاة كشرط لصحة الصلاة، وتحقيقاً لمعنى قوله تعالى: (قَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ» وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلَوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) [سورة البقرة: ١٥٠].
= تربية المسلم على يُسر تعاليم الدين ورفع الحرج؛ فالواجب كما قال أهل العلم على المصلي الذي لا يُشاهد الكعبةَ استقبالُ الجهة التيتكون فيها، وهذا الحديثُ يدلُّ على أنّ ما بين الجهتين قبلةٌ، وأنَّ (الجهة) كافيةٌ في الاستقبال، أما مع مُشاهدة الكَعبة فالواجب إصابة عينها.
= أن الخطاب في هذا الحديث مُرتبطٌ بمكانٍ مُحدد، وليس على وجه العموم؛ فقد ذكر بعض أهل العلم أن خطاب هذا الحديث لا يصلحُ إلاّ لأهلالمدينة المنورة ومن كان مثلهم ممن قبلته الجنوب، وبالعكس كأهل اليمن الذين قبلتهم الشمال، وأما من كانت القبلة في حقه الشرق والغرب؛فإن جهة القِبلة في حقهم تكون ما بين الشمال والجنوب.
= تربية المُجتمع المسلم على المرونة في كيفية أداء الشعائر والعبادات، وأن اللّٰه لا يُكلف نفساً إلا وسعها.




