الكاتب أ.صالح الرّيمي
المرونة هي صفة يفترض أن يتحلى بها كل إنسان يرغب بتحقيق النجاح والتقدم والتطور فهذه الصفة بمثابة قاعدة أساسية في المنصة التي ينطلق منها الإنسان الناجح وهي تبرهن على قدرته على استيعات متغيرات الحياة والقدرة على مواجهة تحدياتها..
والحياة ليست دائمًا كما نتخيل ونخطط، فهي مفعمة بالتحديات والمفاجآت غير المتوقعة والتي تجبرنا على تغيير الخطط التي وضعناها والتعايش مع الواقع الجديد، ولهذا يلزم الوحد منّا أن تكون مرنًا مع ظروف الحياة وتحدياتها حتى تستطيع أن تصبح قادرًا على مقاومة تلك التحديات، وتدرك في التغيير إمكانية للنمو بدلًا من أن يكون عائق يحد من تقدمك.
*يقول أحد العمال:*
تعقدت من بعض العمال وكرهت العمل، وقلت في نفسي يلزم أغير عملي، نفس الوجوه، نفس الغرفة، نفس الروتين اليومي لمدة ست سنوات، حتى كدت أختنق من التكرار، وخرجت من العمل لكن كان عملًا مؤقتًا في البر، بين الرياح والبرد والغبار، وفي سكن مشترك ومزدحم، حينها أدركت أن ما كنت أعتبره مملًا كان في الحقيقة راحة واستقرار..
اليوم أن أعمل عملًا شاقًا وسط الخيام والكرفانات حتى بدأت أحن للعمل الذي كرهته من قبل، وتلك الغرفة التي كنت أراها سجن بالنسبة لي وتمنيت أن أعود إلى عملي السابق، الذي فيه الاستقرار وراحة نفسية..
انتهى كلامه ولم ينتهِ الكلام.
*ترويقة:*
لن تشعر بالمكان الذي أنت فيه إلا بعد أن تجرب الأسوأ، ولن تعرف قيمة الشخص إلا إذا جربت غيره، فالعمل الذي تملّ منه اليوم، هو حلم عند كثير من العاطلين من العمل، لذا أصبر وتكيّف وارضَ بما أنت فيه فربما ما تكرهه اليوم تتمنى الرجوع إليه غدًا..
ما يختاره الله لك هو خيرٌ لك حتى لو كان خارج رغبتك، فكل اختيارات الله صالحة حتى وإن كنّا لا نفهم كل أسبابه، فالمريض، المرض هو خيرٌ له، والمعافى، الصحة هي خيرٌ له، والفقير، الفقر هو خيرٌ له، والغني، الغنى هو خيرٌ له.
*ومضة:*
تقول القاعدة الحياتية:
“كل من حُرِمَ من شيء هو خيرٌ له”..
فو الله لن تجد أجمل من اختيارات الله لحياتك، كلها تنصبّ في صالحك وأنت لا تعلم، وكل الخير في تدابير الله فاستعن بالله ولا
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*




